تُرى هَل يَجِد النَسيانُ سَبيلَه لِذاكِرةٍ تعُجّ بالحنين..
وهل لَبِسَت القَسوةُ ثَوبَ ما يُسَمّى ظ±لاخلاص للرحيل..
اه.. لو كان النّسيانُ سُمّا.. لَشَرِبتُهُ..
لكن النّسيانَ دوما يكون كذبة..
يتلحف بها العاشقين هربا من صقيع الفراق..
النسيان لا يستطيع ان ينتزع شيء أحاكه الحب في روحك..
شيء اصبح جزءا منك..
ومن قال انك بالرحيل تنسى..
بالرحيل نقتل انفسنا قبل ان نقتل من نحب بسيف الكبرياء..
نسينا ان سيفه كسيف ساموراي..
لايضرب الا بطعنة ثنائية الحد.
ولم تستطع المسافات يوما ان تقطع إرسال الحب ..
كل مافيك من معانيه وكل الاماكن من حولك تقوي ارساله..
فالحبيب كالقمر لاترى حسنه ولا ياسرك سحره الا مادام بعيدا..
ولا يشع نوره وتاخذك فتنته الا اذا التف حوله سواد الليل واشتد ظلامه .
. هكذا يلمع الحبيب في عين محبوبه..
كلما اشتد المستحيل حوله وزادات المسافات في بُعده..
فلم تكن اللقاءات يوما ماء تروي به الحب كي ينمو ويزهر..
كذب من قال الحب وردة يرويها الاهتمام..
سيزهر وسط التصحر.. ولن ينتظر شيء يرويه.. انه ينبت ان شاء في اي مكان..
حتى لو من وسط الصخر والمستحيل.. ولا سبيل للنسيان اليه مادام عصاميا
لا يحتاج كي يكون ويرتوي ويزهر الا من معانيه.. صادقا حقيقيا.. اصيلا اصليا..
ليس له سبب ليكون.. الا انه اراد ان يكون..
و ماذا عن زهرة حب أنبتت من صُلب صخره.. او أزهرت في ارض قاحله..
الحب ياتي دون فعل اراده.. الحب ياتي فعل امر منه..
لن يستطيع النسيان ان يفوز في معركته ..
وان استخدم جل مَكرهه وعَتاده من رحيل و كبرياء وصمت وووو تعد حيله وأساليبه..
النسيان ينتصر على الأسباب التي نما منها الحب..
اتعلم ماذا اعني..
اعني .. ان الحب اذا نمت زهرته على شجره الجمال مات ما ان اتى خريف العمر..
وان نمت زهرته في حقل مال احترق ما ان نيران الفقر اكلته..
فلا يجد النسيان سبيله الا لأسباب ذلك الحب ونواياه..
يخلد الحب دوما وينتصر. . مادام خالصا.. مادام صادقا.. مادام نقيا..
مادام لم تكن الاسباب سببا في وجوده..