بسم الله الرحمن الر حيم
( هذا إيميل قد وصل لي فأعجبني فأحببت أن أشارككم به لما في من الفوائد)
ثمة عقبات وهمية من صنع الناس ، وحواجز يبنيها بعضنا أمام نفسه دون قصد ،
وحيث أن الناس قد يرون فيك ما لا تراه في نفسك ; هذه بعض الحيل علنا ننجح
في التخلص منها والبعد عنها .
الحيلة الأولى : انتظار الوقت المناسب
يتأخر بعضهم في مزاولة العمل ، وبذل الجهد لتحقيق الهدف ؛ متعللًا بانتظار
الوقت المناسب ، وتحيّن الفرصة المواتية ، وهذا الانتظار في أكثره ؛ ما هو
إلا حيلة نفسية للتأجيل والتسويف والكسل ، وإلا فقد اتفق العقلاء قاطبة أنّ أول خطوة لتحقيق أي هدف : هي البدء في تحقيقه فورًا ، وأنك إن انتظرت الوقت المناسب ؛ فإنه لن يأتِ .
الحيلة الثانية : وهم الضحية
يستمتع بعضهم بلعب دور الضحية ، ومن شدة الإعجاب به : يتقنه ، فيظن أنّ كل
ما حوله مستفزٌ للوقوف ضده ، وكل من حوله همه أن يحد من تقدمه ، فيرى الناس
مجرد أقنعة تخفي من خلفها وجه الجلاد الذي يلاحقه ، وما علم أنه إن صح في
موقف أنه ضحية ؛ فيستحيل أن يكون كذلك على الدوام ، وأنّ الضحية قد تموت
وقد تنجو وقد تصبح جلادًا في حين من الدهر لاحقًا ، وكل ما عليه : أن يبحث
عن مخرج .
الحيلة الثالثة : استحلاب الماضي
بعض الناس يصيبه العطش من أحداث الحاضر ، فيستحلب الماضي ليشرب ، وكلٌ على
ماضيه يروي ويرتوي ، فمن كان ماضيه ربيعًا وحاضره قاعًا صفصفًا :
بدأ يعزف على أنغام الصبا ، وألحان الإنجاز ، ومن كان حاضره خاويًا وماضيه تعيسًا :
بدأ يُسمِعك بعض الموشحات الحزينة وكأنك في مأتم ، والعاقل يعلم أن ما مضى
فات ، وما حواه قد مات ، وأن مهمته استغلال حاضره واستثمار مستقبله وعلى
الله قصد السبيل .
الحيلة الرابعة : الآمال الخادعة
بعض الناس تتضخم عنده المواهب ، فيتحير أيها يسلك لينير دروبًا مظلمة في
سبيل النجاح ، ونظرًا لكثرة رغباته وتعدد شهواته : يحلم بأنه سيصبح منارة
يهتدي بها السائرون ، وعلامة يستدل بها التائهون ، وفي النهاية ينتظر أمله
الموعود يتحقق من تلقاء نفسه وهيهات أن يفعل ، وهذا الكلام ينطبق على كل من
كان أسيرًا للأمل دون أن يترجمه بعمل .
الحيلة الخامسة : إسقاط العيوب
الاعتراف بالنقص والتقصير : عملية صعبة على النفس البشرية ؛ لذا تجدها تبدع
في التسويغ واختراع المعاذير ، وأكثر الناس تسويغًا للأخطاء :
هم المثقفون ، وحيث أنّ موقف المخطئ والفاشل ضعيف ؛ فإنه يتعلق بأي قشة : ليعلق عليها عذرًا يكفل له تسويغًا يسكن إليه ،
ف((العين والسحر والحسد )) قوالب جاهزة لا تحتاج إلى كثير عناء لنضع فيها
كل ما عجزنا عن تحقيقه أو أخفقنا في الوصول إليه ، والعاقل الشجاع إن لم
يعترف بحقيقة الخطأ ؛ فلا أقل من أن يلتزم الصمت ، فالصمت لا يسمعه الناس
!!.
الحيلة السادسة : وهم الأهمية
بعض الناس يتصور أنه محور اهتمام من يعرفه ؛ يصبحون ويمسون على أخباره
وأحاديثه ، فيظن أنهم مهتمون به وبجميع أموره ، فيتصور أنهم يقفون على قدم
واحدة ينتظرون تصرف منه يصدر أو عبارة من فيه تقطر ، فيعيش في وهم يسد نقصه
من خلاله ويتعب نفسه في آن معًا ، وما علم المسكين أن كل إنسان يرى نفسه
محور كونه ، وما الاهتمام الذي يلقيه أحدهم على غيره إلا فتات ، وهذا
الفتات يعود في حقيقته إلى اهتمامٍ بالذات ، والعاقل خصيم نفسه يراقبها دون
ما سواها .
الحيلة السابعة : لفت الانتباه
حب البروز والتميز : حاجة نفسية ، وما نراه من أشكال مقززة في بعض الموضات
الشبابية : ما هي إلا تعبير عن هذه الحاجة ، وبعض الناس يعمل أعمالًا يصور
للآخرين -ولنفسه أحيانًا- أنه يريد منها أمرًا نبيلًا ، وحين يفحص مقصده
بمنظار الموضوعية : يجد الحقيقة بدون أصباغ ، والغاية بيّنة دون قناع ،
وكأنه يحمل بوقًا ينفخ فيه قائلًا : هـَأنذا ، لذا كان مما يتواصى به
العقلاء دائمًا
لا تضع الناس بينك وبين تصرفاتك ، واجعل دافعك منك وفيك .
الحيلة الثامنة : الغيرة النقدية
يبدع بعضهم في استخراج النواقص ، ويستمتع في اكتشاف العيوب ، وهو في هذا
يترجم أمرين معًا دون أن يشعر ، فهو يقلل من غيره ويتكثر من نفسه ، وهذه
الغيرة النقدية : ليست محمودة ، فهي تشير إلى نقص يسكن الإنسان يسده من
خلال إبراز نقص الآخرين ، وهو مع هذا يغلف هذه الغيرة بغلاف جميل اسمه :
((النقد الهادف)) ، والعقلاء يعرفون أن ثمة فروق بين من ينصح ليبني ، ومن
ينقد ليهدم .
الحيلة التاسعة : من يعلق الجرس
حين تسأله عن مشكلته يشخصها لك بشكل دقيق ، وإذا سألته عن إمكانياته يصفها
لك بشكل عميق ، وحين تستفهم عن متى يعمل ويباشر الحل : تجده يقلب يمنة
ويسرة في دفتر الأعذار ، ويفتش في صندوق العقبات : من أجل أن يقنعك أنه يود
ذلك ولكن ثمة ما يمنعه ، وهو ينتظر من يعلق له الجرس ليكمل الخطى ويواصل
المسير ، ومما تواصى به العقلاء أن الجلد لن يحكه مثل الظفر ، فدافعك منك
وفيك وإلا ستتوقف حتمًا .
...
الحيلة العاشرة : التواضع المذموم
حين تطلب منه عملًا : يقول لك لا أعرف ، وحين توكل إليه القيام بمهمة,
يتهرب منها ، وحين تواجهه وتناقشه : يخبرك بكل جرأة أنه أقل من أن يقوم
بمثل هذه الأعمال ، وأنّ قدراته ضعيفة ، ولو كان هذا الحكم بعد تجربة وجهد
لكان مقبولًا ، ولكنها لافتات جاهزة يرفعها في وجه كل من سأله بذلًا أو
عملًا أو غير ذلك ، وما هذا إلا كسل تم تغليفه بغلاف تواضع ، والعقلاء
يعرفون في كل زمان ومكان : أن قدرات الإنسان تتوالد من خلال العمل
( هذا إيميل قد وصل لي فأعجبني فأحببت أن أشارككم به لما في من الفوائد)
ثمة عقبات وهمية من صنع الناس ، وحواجز يبنيها بعضنا أمام نفسه دون قصد ،
وحيث أن الناس قد يرون فيك ما لا تراه في نفسك ; هذه بعض الحيل علنا ننجح
في التخلص منها والبعد عنها .
الحيلة الأولى : انتظار الوقت المناسب
يتأخر بعضهم في مزاولة العمل ، وبذل الجهد لتحقيق الهدف ؛ متعللًا بانتظار
الوقت المناسب ، وتحيّن الفرصة المواتية ، وهذا الانتظار في أكثره ؛ ما هو
إلا حيلة نفسية للتأجيل والتسويف والكسل ، وإلا فقد اتفق العقلاء قاطبة أنّ أول خطوة لتحقيق أي هدف : هي البدء في تحقيقه فورًا ، وأنك إن انتظرت الوقت المناسب ؛ فإنه لن يأتِ .
الحيلة الثانية : وهم الضحية
يستمتع بعضهم بلعب دور الضحية ، ومن شدة الإعجاب به : يتقنه ، فيظن أنّ كل
ما حوله مستفزٌ للوقوف ضده ، وكل من حوله همه أن يحد من تقدمه ، فيرى الناس
مجرد أقنعة تخفي من خلفها وجه الجلاد الذي يلاحقه ، وما علم أنه إن صح في
موقف أنه ضحية ؛ فيستحيل أن يكون كذلك على الدوام ، وأنّ الضحية قد تموت
وقد تنجو وقد تصبح جلادًا في حين من الدهر لاحقًا ، وكل ما عليه : أن يبحث
عن مخرج .
الحيلة الثالثة : استحلاب الماضي
بعض الناس يصيبه العطش من أحداث الحاضر ، فيستحلب الماضي ليشرب ، وكلٌ على
ماضيه يروي ويرتوي ، فمن كان ماضيه ربيعًا وحاضره قاعًا صفصفًا :
بدأ يعزف على أنغام الصبا ، وألحان الإنجاز ، ومن كان حاضره خاويًا وماضيه تعيسًا :
بدأ يُسمِعك بعض الموشحات الحزينة وكأنك في مأتم ، والعاقل يعلم أن ما مضى
فات ، وما حواه قد مات ، وأن مهمته استغلال حاضره واستثمار مستقبله وعلى
الله قصد السبيل .
الحيلة الرابعة : الآمال الخادعة
بعض الناس تتضخم عنده المواهب ، فيتحير أيها يسلك لينير دروبًا مظلمة في
سبيل النجاح ، ونظرًا لكثرة رغباته وتعدد شهواته : يحلم بأنه سيصبح منارة
يهتدي بها السائرون ، وعلامة يستدل بها التائهون ، وفي النهاية ينتظر أمله
الموعود يتحقق من تلقاء نفسه وهيهات أن يفعل ، وهذا الكلام ينطبق على كل من
كان أسيرًا للأمل دون أن يترجمه بعمل .
الحيلة الخامسة : إسقاط العيوب
الاعتراف بالنقص والتقصير : عملية صعبة على النفس البشرية ؛ لذا تجدها تبدع
في التسويغ واختراع المعاذير ، وأكثر الناس تسويغًا للأخطاء :
هم المثقفون ، وحيث أنّ موقف المخطئ والفاشل ضعيف ؛ فإنه يتعلق بأي قشة : ليعلق عليها عذرًا يكفل له تسويغًا يسكن إليه ،
ف((العين والسحر والحسد )) قوالب جاهزة لا تحتاج إلى كثير عناء لنضع فيها
كل ما عجزنا عن تحقيقه أو أخفقنا في الوصول إليه ، والعاقل الشجاع إن لم
يعترف بحقيقة الخطأ ؛ فلا أقل من أن يلتزم الصمت ، فالصمت لا يسمعه الناس
!!.
الحيلة السادسة : وهم الأهمية
بعض الناس يتصور أنه محور اهتمام من يعرفه ؛ يصبحون ويمسون على أخباره
وأحاديثه ، فيظن أنهم مهتمون به وبجميع أموره ، فيتصور أنهم يقفون على قدم
واحدة ينتظرون تصرف منه يصدر أو عبارة من فيه تقطر ، فيعيش في وهم يسد نقصه
من خلاله ويتعب نفسه في آن معًا ، وما علم المسكين أن كل إنسان يرى نفسه
محور كونه ، وما الاهتمام الذي يلقيه أحدهم على غيره إلا فتات ، وهذا
الفتات يعود في حقيقته إلى اهتمامٍ بالذات ، والعاقل خصيم نفسه يراقبها دون
ما سواها .
الحيلة السابعة : لفت الانتباه
حب البروز والتميز : حاجة نفسية ، وما نراه من أشكال مقززة في بعض الموضات
الشبابية : ما هي إلا تعبير عن هذه الحاجة ، وبعض الناس يعمل أعمالًا يصور
للآخرين -ولنفسه أحيانًا- أنه يريد منها أمرًا نبيلًا ، وحين يفحص مقصده
بمنظار الموضوعية : يجد الحقيقة بدون أصباغ ، والغاية بيّنة دون قناع ،
وكأنه يحمل بوقًا ينفخ فيه قائلًا : هـَأنذا ، لذا كان مما يتواصى به
العقلاء دائمًا
لا تضع الناس بينك وبين تصرفاتك ، واجعل دافعك منك وفيك .
الحيلة الثامنة : الغيرة النقدية
يبدع بعضهم في استخراج النواقص ، ويستمتع في اكتشاف العيوب ، وهو في هذا
يترجم أمرين معًا دون أن يشعر ، فهو يقلل من غيره ويتكثر من نفسه ، وهذه
الغيرة النقدية : ليست محمودة ، فهي تشير إلى نقص يسكن الإنسان يسده من
خلال إبراز نقص الآخرين ، وهو مع هذا يغلف هذه الغيرة بغلاف جميل اسمه :
((النقد الهادف)) ، والعقلاء يعرفون أن ثمة فروق بين من ينصح ليبني ، ومن
ينقد ليهدم .
الحيلة التاسعة : من يعلق الجرس
حين تسأله عن مشكلته يشخصها لك بشكل دقيق ، وإذا سألته عن إمكانياته يصفها
لك بشكل عميق ، وحين تستفهم عن متى يعمل ويباشر الحل : تجده يقلب يمنة
ويسرة في دفتر الأعذار ، ويفتش في صندوق العقبات : من أجل أن يقنعك أنه يود
ذلك ولكن ثمة ما يمنعه ، وهو ينتظر من يعلق له الجرس ليكمل الخطى ويواصل
المسير ، ومما تواصى به العقلاء أن الجلد لن يحكه مثل الظفر ، فدافعك منك
وفيك وإلا ستتوقف حتمًا .
...
الحيلة العاشرة : التواضع المذموم
حين تطلب منه عملًا : يقول لك لا أعرف ، وحين توكل إليه القيام بمهمة,
يتهرب منها ، وحين تواجهه وتناقشه : يخبرك بكل جرأة أنه أقل من أن يقوم
بمثل هذه الأعمال ، وأنّ قدراته ضعيفة ، ولو كان هذا الحكم بعد تجربة وجهد
لكان مقبولًا ، ولكنها لافتات جاهزة يرفعها في وجه كل من سأله بذلًا أو
عملًا أو غير ذلك ، وما هذا إلا كسل تم تغليفه بغلاف تواضع ، والعقلاء
يعرفون في كل زمان ومكان : أن قدرات الإنسان تتوالد من خلال العمل