حياه السيده عائشه بعد وفاه الحبيب
في عهد أبي بكر رضي الله عنه)
لزمت السيدة بعد وفاة النبي حجرتها , تعزي نفسها بجواره, ولم يظهر للناس دورها العلمي الذي قامت بعد ذلك به , نظرا لحداثة العهد بالنبي, وانشغال الناس بحروب ( الردة), ولما أراد أزواج النبي أن يرسلن عثمان إلى أبي بكر يسألنه ميراثهن من رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت السيدة لهن: أوليس قد قال رسول الله ((لا نورث ما تركناه فهو صدقة)) . (رواه أحمد) .
ولم تطل خلافة الصديق, فقد اتفقت الروايات على أن أبا بكراستكمل في خلافته سن رسول الله عليه الصلاة والسلام فكانت خلافته سنتين وثلاثة أشهر إلا أياما, وتوفي وهو ابن ثلاث وستين سنة.(أبو بكر).
( في عهد عمر رضي الله عنه )
بدأت تظهر المكانة العلمية الكبرى للسيدة في عهده, وكان سيدنا عمر وغيره من كبار الصحابة إذا أشكل عليهم أمر, وبخاصة في الشؤون الشخصية للإنسان, يسألون عنه السيدة رضي الله عنها , وهناك أمثلة كثيرة من فتاويها في عهده لن أتطرق لذكرها حتى لا يطول الحديث.
ولما قسم سيدنا عمر رضي الله عنه خيبر, خير أزواج النبي صلى الله عليه وسلم بين أن يقطع لهن من الأرض , أو يضمن لهن المائة وسق كل عام...وكانت السيدة وحفصة رضي الله عنهما ممن اختار الأوسق.(أخبار عمر).
ولما أرسل ولده عبد الله بعدما طعن إلى السيدة يستأذنها ليدفن في الحجرة الشريفة , أذنت له,فدفن حيث أكرمه الله تعالى مع النبي, ومع أبي بكر رضوان الله عليهما.
( في عهد سيدنا عثمان (الرجل الحيي) رضي الله تعالى عنه )
زادت المكانة العلمية للسيدة في عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه, بعد أن اتسعت رقعة الدولة الإسلامية , ودخلت في الإسلام أمم وشعوب كثيرة , واحتاج الناس إلى علم السيدة وفقهها , فقصدوها من كل حدب وصوب.
وقد انفردت السيدة برواية عدة أحاديث عن النبي في فضائل عثمان ومنافعه , مما يدل دلالة قاطعة على احترام السيدة لعثمان وتقديرها له .
وظلت السيدة على احترامها لسيدنا عثمان وتقديرها له , إلى أن قُتل رضي الله عنه شهيدا , فكانت رضي الله عنها أول من طالب بدمه والاقتصاص من قتلته والثائرين عليه .
( في عهد سيدنا علي كرم الله وجهه )
لم يكن بين السيدة , وعلي رضي الله عنهما قبل تولّيه الخلافة ما يدعو السيدة إلى مخالفته والخروج عليه , بل كانت علاقتها معه قائمة على الاحترام والتقدير المتبادلين بينهما , فمن ذلك , لما سألها شريح ابن هانئ عن المسح على الخفين قالت : عليك بابن أبي طالب فسله , فإنه كان يسافر مع رسول الله , فسألناه فقال: جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة أيام ولياليهن للمسافر , ويوما وليلة للمقيم . (رواه مسلم) .
ولما بويع علي رضي الله عنه بالخلافة لم يتغير قلب السيدة عليه , بل كانت تنصح بمبايعته ولم تخالف السيدة عليّا في شأن توليه الخلافة أبدا, ولم يصح صدور شيء عنها يدل على ذلك مطلقا , إنما خالفت السيدة عليّا في توقيت معاقبة الثائرين على سيدنا عثمان , وتعجيل القصاص منهم.
والتزمت السيدة مبدأ الإصلاح الذي خرجت من أجله في كل المواقف التي وقفتها في البصرة , فلما حاول بعض أتباع عثمان بن حنيف أن يقاتل أمرت السيدة من كان معها أن يكفوا عن القتال إلا ما دافعوا عن أنفسهم , وأمرت مناديا يناشدهم ويدعوهم إلى الكف عن القتال . ( الطبري).
أما ما حدث يوم الجمل : فقد خرجت السيدة إلى ميدان القتال لتهدئة الأوضاع , فحدث عكس ما تريد , فقد حمي القتال بخروجها , إذ حاول السبئية أن يرموها , فاستبسل أصحابها حول الجمل , وحميت نفوسهم , حتى قتل على خطام الجمل أربعون تقريبا , قال عبد الله بن الزبير : ما رأيت مثل يوم الجمل قط , ما ينهزم منا أحد , وما نحن إلا كالجبل الأسود , وما يأخذ بخطام الجمل أحد إلا قتل . ( الطبري ).
وأدرك عليّ رضي الله عنه أن القتال لن يتوقف حتى يعقر الجمل , فنادى : اعقروا الجمل فإنه إن عقر تفرقوا , فضربه رجل فسقط , وأمر سيدنا عليّ محمد بن أبي بكر , أن يضرب على السيدة قبة , وأن يطمئن على سلامتها.
ولما كان من آخر الليل , خرج محمد بالسيدة عائشة رضي الله عنها حتى أدخلها البصرة , فأنزلها في دار عبد الله بن خلف الخزاعي على صفية ابنة الحارث , وكانت الوقعة يوم الخميس لعشر خلون من جمادى الآخرة سنة ست وثلاثين .
يتبع ا.....
لزمت السيدة بعد وفاة النبي حجرتها , تعزي نفسها بجواره, ولم يظهر للناس دورها العلمي الذي قامت بعد ذلك به , نظرا لحداثة العهد بالنبي, وانشغال الناس بحروب ( الردة), ولما أراد أزواج النبي أن يرسلن عثمان إلى أبي بكر يسألنه ميراثهن من رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت السيدة لهن: أوليس قد قال رسول الله ((لا نورث ما تركناه فهو صدقة)) . (رواه أحمد) .
ولم تطل خلافة الصديق, فقد اتفقت الروايات على أن أبا بكراستكمل في خلافته سن رسول الله عليه الصلاة والسلام فكانت خلافته سنتين وثلاثة أشهر إلا أياما, وتوفي وهو ابن ثلاث وستين سنة.(أبو بكر).
( في عهد عمر رضي الله عنه )
بدأت تظهر المكانة العلمية الكبرى للسيدة في عهده, وكان سيدنا عمر وغيره من كبار الصحابة إذا أشكل عليهم أمر, وبخاصة في الشؤون الشخصية للإنسان, يسألون عنه السيدة رضي الله عنها , وهناك أمثلة كثيرة من فتاويها في عهده لن أتطرق لذكرها حتى لا يطول الحديث.
ولما قسم سيدنا عمر رضي الله عنه خيبر, خير أزواج النبي صلى الله عليه وسلم بين أن يقطع لهن من الأرض , أو يضمن لهن المائة وسق كل عام...وكانت السيدة وحفصة رضي الله عنهما ممن اختار الأوسق.(أخبار عمر).
ولما أرسل ولده عبد الله بعدما طعن إلى السيدة يستأذنها ليدفن في الحجرة الشريفة , أذنت له,فدفن حيث أكرمه الله تعالى مع النبي, ومع أبي بكر رضوان الله عليهما.
( في عهد سيدنا عثمان (الرجل الحيي) رضي الله تعالى عنه )
زادت المكانة العلمية للسيدة في عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه, بعد أن اتسعت رقعة الدولة الإسلامية , ودخلت في الإسلام أمم وشعوب كثيرة , واحتاج الناس إلى علم السيدة وفقهها , فقصدوها من كل حدب وصوب.
وقد انفردت السيدة برواية عدة أحاديث عن النبي في فضائل عثمان ومنافعه , مما يدل دلالة قاطعة على احترام السيدة لعثمان وتقديرها له .
وظلت السيدة على احترامها لسيدنا عثمان وتقديرها له , إلى أن قُتل رضي الله عنه شهيدا , فكانت رضي الله عنها أول من طالب بدمه والاقتصاص من قتلته والثائرين عليه .
( في عهد سيدنا علي كرم الله وجهه )
لم يكن بين السيدة , وعلي رضي الله عنهما قبل تولّيه الخلافة ما يدعو السيدة إلى مخالفته والخروج عليه , بل كانت علاقتها معه قائمة على الاحترام والتقدير المتبادلين بينهما , فمن ذلك , لما سألها شريح ابن هانئ عن المسح على الخفين قالت : عليك بابن أبي طالب فسله , فإنه كان يسافر مع رسول الله , فسألناه فقال: جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة أيام ولياليهن للمسافر , ويوما وليلة للمقيم . (رواه مسلم) .
ولما بويع علي رضي الله عنه بالخلافة لم يتغير قلب السيدة عليه , بل كانت تنصح بمبايعته ولم تخالف السيدة عليّا في شأن توليه الخلافة أبدا, ولم يصح صدور شيء عنها يدل على ذلك مطلقا , إنما خالفت السيدة عليّا في توقيت معاقبة الثائرين على سيدنا عثمان , وتعجيل القصاص منهم.
والتزمت السيدة مبدأ الإصلاح الذي خرجت من أجله في كل المواقف التي وقفتها في البصرة , فلما حاول بعض أتباع عثمان بن حنيف أن يقاتل أمرت السيدة من كان معها أن يكفوا عن القتال إلا ما دافعوا عن أنفسهم , وأمرت مناديا يناشدهم ويدعوهم إلى الكف عن القتال . ( الطبري).
أما ما حدث يوم الجمل : فقد خرجت السيدة إلى ميدان القتال لتهدئة الأوضاع , فحدث عكس ما تريد , فقد حمي القتال بخروجها , إذ حاول السبئية أن يرموها , فاستبسل أصحابها حول الجمل , وحميت نفوسهم , حتى قتل على خطام الجمل أربعون تقريبا , قال عبد الله بن الزبير : ما رأيت مثل يوم الجمل قط , ما ينهزم منا أحد , وما نحن إلا كالجبل الأسود , وما يأخذ بخطام الجمل أحد إلا قتل . ( الطبري ).
وأدرك عليّ رضي الله عنه أن القتال لن يتوقف حتى يعقر الجمل , فنادى : اعقروا الجمل فإنه إن عقر تفرقوا , فضربه رجل فسقط , وأمر سيدنا عليّ محمد بن أبي بكر , أن يضرب على السيدة قبة , وأن يطمئن على سلامتها.
ولما كان من آخر الليل , خرج محمد بالسيدة عائشة رضي الله عنها حتى أدخلها البصرة , فأنزلها في دار عبد الله بن خلف الخزاعي على صفية ابنة الحارث , وكانت الوقعة يوم الخميس لعشر خلون من جمادى الآخرة سنة ست وثلاثين .
يتبع ا.....
( وفاة السيدة عائشة - رضي اله عنها - )
في شهر رمضان المبارك من السنة الثامنة والخمسين للهجرة, مرضت السيدة عائشة رضي الله عنها مرض الوفاة, فأوصت ألا تُتبعوا سريري بنار , ولا تجعلوا تحتي قطيفة حمراء. ( الطبقات)
ولما اشتد المرض عليها استأذن عليها (عبد الله بن عباس) رضي الله عنهما, فأكبَّ عليها ابن أخيها (عبد الله بن عبد الرحمن), فقال: هذا عبد الله بن عباس يستأذن عليك, فعرفت أنه يريد أن يثني عليها ويزكيها, فقالت: ( دعني من ابن عباس فإنه لا حاجة لي به ولا بتزكيته, فقال: يا أمتاه إن ابن عباس من صالحي بنيك يسلم عليك ويودعك
قالت: فأذَن له إن شئت, فلما أن سلم وجلس قال: أبشري, قالت: بم؟ قال: ما بينك وبين أن تلقي محمدا صلى الله عليه وسلم والأحبة إلا أن تخرج الروح من الجسد, كنت أحبّ نساء النبي إلى رسول الله ولم يكن رسول الله يحب إلا طيبا،
وسقطت قلادتك ليلة الأبواء, فأصبح رسول الله ليطلبها حين يصبح في المنزل, فأصبح الناس ليس معهم ماء , فأنزل الله أن تيمموا صعيدا طيبا, فكان ذلك من سببك , وما أذن الله لهذه الأمة من الرخصة, وأنزل الله براءتك من فوق سبع سموات جاء بها الروح الأمين, فأصبح ليس مسجد من مساجد الله يذكر فيه إلا هي تتلى فيه آناء الليل والنهار. فقالت: دعني منك يا ابن عباس فوالذي نفسي بيده لوددت أني كنت نسيا منسيا .
وفي رواية ثانية أنه قال لها: ما سميتِ أم المؤمنين إلا لتسعدي وإنه لاسمك قبل أن تولدي. (الطبقات-وأخرج البخاري بعضه).
وتوفيت رضي الله عنها (ليلة الثلاثاء لسبع عشرة من شهر رمضان), ودفنت من ليلتها بعد صلاة الوتر, وهي يومئذ بنت (ست وستين) سنة.
وصلى عليها (أبو هريرة) رضي الله عنه , فاجتمع الناس ونزل أهل العوالي وحضروا, فلم تُرَ ليلة أكثر ناسا منها, ونزل في قبرها (عروة بن الزبير, والقاسم بن محمد, وعبد الله ابن محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر, وعبد الله بن عبد الرحمن). (الطبقات) .
ودفنت في البقيع, وقد أوصت أن تدفن فيه, فقد قالت لعبد الله بن الزبير: لا تدفني معهم, وادفني مع صواحبي بالبقيع , ولا أزكّى به أبدا. ( صحيح البخاري).
ولما علم عبيد بن عمير بوفاتها قال: أما إنه لا يحزن عليها إلا من كانت أمه.
وقالت أم سلمة حين علمت بوفاتها: لقد كانت أحب الناس إلى رسول الله عليه الصلاة والسلام إلا أباها.
رحم الله أمنا الحبيبة .. وجمعنا وإياها مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين
.......................................
...........................
.................