كثيرا ما نسمع إلحاحا على القراءة ، لكن هذا الإلحاح يصلح لمواجهة تسكع المتبطلين ، كما تقول للكسالى : اعملوا ، لكن (العمل) و (القراءة) لهما معان شبه مجملة هنا! فلنقل أنك قلت لفقير : اعمل ، حسن فهذا يعمل بائعا على الأرصفة وذاك يعمل في التجارة ، وواحد يعمل ويخفق ! وآخر ينال كفافه ، وآخر يصير غنيا ، فهل استوى (عمل ) كل هؤلاء !!؟
العمل له حد أدنى يختلف عن البطالة ، ولكنه يتفاضل عند العاملين بدرجات كبيرة جدا وطرق كثيرة والنتائج مختلفة من عمل لآخر .
وهنا نأتي للقراءة ، فكثيرا ما يقال اقرأوا وهذا يميز القارئين عن غيرهم ولكن هل القارئون كلهم واحد !؟ نحن هنا أمام قضية شبيهة بالعمل ، هناك من يعمل ويخسر ويقع في ديون كثيرة تثقله مدى حياته !! وهناك من يثرى جدا ! على الجميع أن يعمل وسيكون العاطل عن العمل عالة على غيره ولكن من قال أن الأمر مجرد عمل ! فهناك عمل ناجح ، وآخر فاشل ، وإن كان العمل ضربة لازب على القادرين في المجتمع .
نعود إلى القراءة هناك قراءة ناجحة وهناك مثرية وأخرى فاشلة ستثقل صاحبها بما يشبه الديون !
إذن علينا أن نقف قليلا عند القراءة التي تميز القارئ عن المتبطل ! لنقارن بين القارئين ! لنقارن في هذا المجتمع المختلف عن غيره .
نجد في هذا المجتمع أمراضا عصية أدت إليها القراءة الفاشلة ! ومن أسباب ذلك :
1 - التصديق بكل ما قرأ ! وكأن الكتاب من صنع غير البشر ! والكاتب هو إنسان يجري عليه أحكام البشر من صدق وكذب وسهو وخطأ وتدليس .
2 - الحرفية ، وهذا يكون لتغليب الحفظ على جانب الفهم ! فتجد حرفية قاتلة وتظهر على شكل مماحكات لفظية في أي حوار
3 - الدوران في حلقة مفرغة فتجده يدور في مؤلفات الحزب ، المذهب ، الفكر !! ويعتبر نفسه مطلعا على العالم !! ولا يعني هذا الانتقاص من شأن التراكم الأفقي (التخصص ) ولكنه رفض للإقتصار عليه ثم التعميم !
على أن القراءة ليست مجرد عمل عين أو لسان !! إنما هي في الدرجة الأولى عمل ذهني ، وبالتالي فإن الذهن ينبغي أن يكون محور عملية القراءة ، وذلك بتحليله للنص ، تفكيكه فهمه ، كذا بطريقة تفكير (ديلكتيكية / جدلية) وذلك ذهنيا بتبني موقف الكتاب المقروء ثم البحث عن النقيض له وقراءته ، ثم بعد تبني النقيض تطبيق نفس الشيء على النقيض ! وبالنقيضين سيستخلص الذهن موقفا ثالثا متطورا عن الإثنين وإن يكن استفاد منهما .
وبذا يظهر لنا أخطاء بعض الجمل التي أصبحت كأنها مسلمة عند البعض (قل لي ماذا تقرأ أقول لك من أنت ) فهذا يصح لو صدقت كل ما أقرأه ! فكونك تقرأ في شيء لا يعني أنك تتبناه وفي الفقه (ناقل الكفر ليس بكافر) كذا قارئه بطبيعة الحال ، فأنت تقرأ مقالة النصارى في القرآن دون أن تكفر .
وتقرأ قوله ( وقالت اليهود يد الله مغلولة ! غلت أيديهم ) ولا تكفر بقراءة هذا .
كذا يظهر لك إفلاس كثير ممن حسبوا القراءة غاية بحد ذاتها ! ولم ينتقلوا إلى عالم القارئين ، واكتفوا بأنهم يقرأون تمييزا لأنفسهم عن البطالين فحسب !! على أن القراءة قد تكون كارثة على أصحابها أيضا !! وذلك كصناعة الجهل المركب ، وأنصاف المعرفة ، والتعميم الفظ ، زد عليه طبقية الثقافة السلطوية !!
فلتتغير زاوية النظر من القراءة إلى ما بعد القراءة !
وكما أن كل أخطاء العمال ليست عذرا لأي متسكع عالة على غيره فكذا القراءة .
ومن يقرأ يفعل ما يجب فعله ببساطة كما أنك إن عملت أكلت كذلك إن قرأت فكرت ، وقد تأكل دون عمل كعالة كذلك التفكير ! كحال ثلة المأجرين عقولهم لغيرهم !! إمامه يقرأ حتى ولو كان فاشلا في عالم القارئين لكن الجاهل العالة في تفكيره سيقتات على موائد من يصفه بشيخه وإمامه بل وإمام الدنيا !! ولعله لا يصلح لإمامة مسجد الحي على تعبير الكوثري ، وكما أن العبيد يرون اسيادهم ملوك الدنيا وإن لم يملكوا غيرهم !! فكذلك من يخلع الألقاب المفخمة على غيره وهو عالة في ذلك الميدان ! فما للأعمى ونقد الدراهم !؟
العمل له حد أدنى يختلف عن البطالة ، ولكنه يتفاضل عند العاملين بدرجات كبيرة جدا وطرق كثيرة والنتائج مختلفة من عمل لآخر .
وهنا نأتي للقراءة ، فكثيرا ما يقال اقرأوا وهذا يميز القارئين عن غيرهم ولكن هل القارئون كلهم واحد !؟ نحن هنا أمام قضية شبيهة بالعمل ، هناك من يعمل ويخسر ويقع في ديون كثيرة تثقله مدى حياته !! وهناك من يثرى جدا ! على الجميع أن يعمل وسيكون العاطل عن العمل عالة على غيره ولكن من قال أن الأمر مجرد عمل ! فهناك عمل ناجح ، وآخر فاشل ، وإن كان العمل ضربة لازب على القادرين في المجتمع .
نعود إلى القراءة هناك قراءة ناجحة وهناك مثرية وأخرى فاشلة ستثقل صاحبها بما يشبه الديون !
إذن علينا أن نقف قليلا عند القراءة التي تميز القارئ عن المتبطل ! لنقارن بين القارئين ! لنقارن في هذا المجتمع المختلف عن غيره .
نجد في هذا المجتمع أمراضا عصية أدت إليها القراءة الفاشلة ! ومن أسباب ذلك :
1 - التصديق بكل ما قرأ ! وكأن الكتاب من صنع غير البشر ! والكاتب هو إنسان يجري عليه أحكام البشر من صدق وكذب وسهو وخطأ وتدليس .
2 - الحرفية ، وهذا يكون لتغليب الحفظ على جانب الفهم ! فتجد حرفية قاتلة وتظهر على شكل مماحكات لفظية في أي حوار
3 - الدوران في حلقة مفرغة فتجده يدور في مؤلفات الحزب ، المذهب ، الفكر !! ويعتبر نفسه مطلعا على العالم !! ولا يعني هذا الانتقاص من شأن التراكم الأفقي (التخصص ) ولكنه رفض للإقتصار عليه ثم التعميم !
على أن القراءة ليست مجرد عمل عين أو لسان !! إنما هي في الدرجة الأولى عمل ذهني ، وبالتالي فإن الذهن ينبغي أن يكون محور عملية القراءة ، وذلك بتحليله للنص ، تفكيكه فهمه ، كذا بطريقة تفكير (ديلكتيكية / جدلية) وذلك ذهنيا بتبني موقف الكتاب المقروء ثم البحث عن النقيض له وقراءته ، ثم بعد تبني النقيض تطبيق نفس الشيء على النقيض ! وبالنقيضين سيستخلص الذهن موقفا ثالثا متطورا عن الإثنين وإن يكن استفاد منهما .
وبذا يظهر لنا أخطاء بعض الجمل التي أصبحت كأنها مسلمة عند البعض (قل لي ماذا تقرأ أقول لك من أنت ) فهذا يصح لو صدقت كل ما أقرأه ! فكونك تقرأ في شيء لا يعني أنك تتبناه وفي الفقه (ناقل الكفر ليس بكافر) كذا قارئه بطبيعة الحال ، فأنت تقرأ مقالة النصارى في القرآن دون أن تكفر .
وتقرأ قوله ( وقالت اليهود يد الله مغلولة ! غلت أيديهم ) ولا تكفر بقراءة هذا .
كذا يظهر لك إفلاس كثير ممن حسبوا القراءة غاية بحد ذاتها ! ولم ينتقلوا إلى عالم القارئين ، واكتفوا بأنهم يقرأون تمييزا لأنفسهم عن البطالين فحسب !! على أن القراءة قد تكون كارثة على أصحابها أيضا !! وذلك كصناعة الجهل المركب ، وأنصاف المعرفة ، والتعميم الفظ ، زد عليه طبقية الثقافة السلطوية !!
فلتتغير زاوية النظر من القراءة إلى ما بعد القراءة !
وكما أن كل أخطاء العمال ليست عذرا لأي متسكع عالة على غيره فكذا القراءة .
ومن يقرأ يفعل ما يجب فعله ببساطة كما أنك إن عملت أكلت كذلك إن قرأت فكرت ، وقد تأكل دون عمل كعالة كذلك التفكير ! كحال ثلة المأجرين عقولهم لغيرهم !! إمامه يقرأ حتى ولو كان فاشلا في عالم القارئين لكن الجاهل العالة في تفكيره سيقتات على موائد من يصفه بشيخه وإمامه بل وإمام الدنيا !! ولعله لا يصلح لإمامة مسجد الحي على تعبير الكوثري ، وكما أن العبيد يرون اسيادهم ملوك الدنيا وإن لم يملكوا غيرهم !! فكذلك من يخلع الألقاب المفخمة على غيره وهو عالة في ذلك الميدان ! فما للأعمى ونقد الدراهم !؟