اقتباسات مترجمة من كتب عالمية
نويلا ألكساندور
من كتاب: The Wishing Year: An Experiment in Desire
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أنا لا أرسم شجرة
أنا أصبحت شجرة
جلدي لحاء
حفيف الاوراق على ذراعيّ اللذين اصبحا غصنين
قدمي الجذور التي تشبثت بقوة بالارض الباردة
من أجل تقوية إعصار المتعة.
تحت شجرتي التي تمنح الاوكسجين،
أصبحت أنا آدم وحواء.
يان فابريه
من كتاب تاريخ الدموع ــ نصوص مسرحية
ــ الآن، بعد نهاية رحلته، يتمنى كل ليلة أن يكشفوا (والديه، جده وجدته) أنفسهم له […] لكن في بعض الليالي كان لا يرى إلا صمت والديه، اتضح صمتهما أكثر، كما لو أن لا فرق بينهما وبين صمتهما، وعندها عرف بأن: صمتهما هو الحكمة خاصتهما. ظل وجههما يقول: حسناً، سوف لن نتغير، ليس لدينا أي فرصة لذلك، هكذا كنا وسوف نظل هكذا الى الأبد. عندما يسمع إرنست صمتهما، يقشعر بدنه ويرجف.
ــ بسرعة كبيرة اكتشف الشيوعيون مهارات إرنست: تمكنه من اللغات، موهبته في صياغة العبارات وقدرته على كتابة سلسلة من البيانات السياسية. الأدب كان حبه الكبير، لكنه قمعه ولم يعبر عنه أبداً. العالم لا يبنيه الأدب، لكن القضاء على الظلم. هذا ما قاله لنفسه. بدلا من الشعر والنثر، كتب الملصقات، الرسائل المفتوحة والكتيبات […] ومثل كل رفاقه قسم العالم الى قسمين: أسود وأبيض.
ــ “لكي تكون كاتباً، موهبة الكتابة الحقيقية ليست الشرط الوحيد. إن لم تكن مرتبطاً بوالديك، جدك وجدتك، وعن طريقهم بأصلك، فأنت مؤلف ولست كاتباً. الأدب الروسي حقيقي وعظيم لأنه مرتبط بعقيدة الأمة الروسية. الكاتب الروسي لا يرفع أنفه عالياً ليصبح أيقونة، بل يسجد ويتوسل: “أيها الرب يسوع، يا رب المؤمنين، نجني أنا أيضاً””
_ تلك الليلة كتب أرنست رسالة الى الناشر. “لن أخفي عليك أني أجد رواياتي ليست جيدة. شكرا لله أنك رفضت نشرها. سوف أندم كثيراً لو أنك نشرتها” كان يريد أن يقرأ الرسالة لـ إيرنا، لكن أخيراً قرر أن لا يزعجها. وضع الرسالة في المظروف وشعر عندها براحة كبيرة.
_ الثقافة المحلية لم ترق له على ما يبدو. اللاجئون لا يحملون قيما جمالية وغير متحررين. اللاجئون يظلون لاجئين، حتى لو عملوا بالاراضي والمصانع وأصبحو أساتذة جامعيين. باختصار: يوجد هنا ثقافة النازحين، الفقر كان ورقتها الرابحة. والسياسة متخفية مثل الأدب والدراما.
من رواية “حب مفاجئ” للروائي أهارون أبيلفيلد
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*اخبرت اختي أنها كثيرا ما تحلم بهذا الكابوس الذي يتكرر دائماً:
“أني مطاردة، أمشي وأمشي واصطدم بجدار. كان عليّ أن اقفز فوق هذا الجدار، لكني لا أعرف ما خلفه، أنا خائفة” قالت لأختي أيضاً: “مطاردة الموت نفسه لا تخيفني، أنا خائفة من هذه القفزة”.
سيمون دو بوفوار ــ موت ناعم
*الكتاب عن موت والدة سيمون
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أنا أعاني, لأني أشعر بالنقص, شعور مستمر بالنقص, مثل يتيم لايعرف بالضبط مالذي فقده أو ربحه من خسارته غير المقصودة. هكذا وجدت الأمر مثيراً للأشمئزاز والدهشة في نفس الوقت, عندما ودعت بكل سذاجة أناسا لا أعرفهم حق المعرفة, ومن ثم قطعت على نفسي وعودا مستحيلة للقاءات جديدة معهم. مصر لن تأخذ مكان ليبيا. في هذا المكان وجدت فجوة, فراغ أبحث عنه مثل شخص خائف في الظلام يبحث عن عود ثقاب.
هشام مطر
من رواية “In The Country Of Men”
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أغوتا كريستوف ــ الأمية
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
– الكاتب مرتبط بالمجتمع كله. إن لم يكن كذلك يظل مُقصراً، مثل السياسي الذي يزيح جزءاً من الحقيقة جانباً.
– من اجابة طويلة لــ #ماركيز على: هل تجد أنك تعمل بشكل مختلف الآن مع تقدمك في السن؟
[…] هناك فرق كبير آخر في الذاكرة. في السابق كنت لا أدون كل الأفكار الصالحة للكتابة. عندما أنساها، أكون مؤمنا من أنها ليست مهمة، وأن الافكار المهمة حقا احفظها. الآن أنا أكتب كل شيء. أخاف جدا من معرفتي أني فكرت بشيء لكني نسيته، شيء أود قوله، شيء قرأته، أو فكرة حاصرتني فجأة.
– يمكنني أن أناقش فقط من منطلق الحقيقة. لهذا يجلس الاوربيون إلى جانب بعضهم البعض ويطلقون الاحكام على بقية العالم. انهم لم يجروا بحثا مستقلا وخاصا. يتركون أنفسهم بكل سهولة لتأثير الاعلام ولاولئك الذين يتلاعبون باراء الجماهير. من من الاوربيين كلف نفسه جهد الذهاب الى شمال الفيتنام ليكتشف ما حدث هناك؟ لا زالوا يقسمون على أن كوبا مجرد قمر اصطناعي سوفييتي، بينما أظهر الكوبيون مبادرتهم الخاصة في أفريقيا وأمريكا اللاتينية وكوبا جَرّت “فعلياً” روسيا إلى جانبها. وعلاوة على ذلك، النخبة الاوروبية المثقفة يتجنبون السياسة. يتركون أمرها للسياسي. عصر سارتر وكامو قد انتهى.
– الكتّاب الفرنسيون يكتبون كل سنة النوع ذاته من الكتب لجائزة الغونكور ذاتها.
– تعلمت الكثير من جيمس جويس وإرسكين كالدويل وبالطبع من همنغواي. لكن الحيل التي تحتاجها لتحويل شيء خيالي ولا يصدق إلى شيء معقول وقابل للتصديق تعلمتها من الصحافة.
* من كتاب عالم ماركيز – مجموعة حوارات
*******
عن ترجمة كتاب “مائة عام من العزلة” قال ماركيز في حوار اجراه معه إرنستو غونزاليز بيرميجو – 1971 ، برشلونة.
الترجمة الإنكليزية جميلة جدا، اللغة متماسكة وقوية. النسخة الايطالية أصبحت جيدة أيضاً، عملنا بجد مع المترجم، وشرحنا له بعض الأمور. النسخة الفرنسية جيدة أيضاً، لكني لا استطيع أن أشعر كيف تبدو الرواية بالفرنسية. والطبعة الفرنسية لم تبيع بشكل جيد جداً، رغم فوز الرواية بجائزة أفضل كتاب أجنبي 1969 وأفضل مقال نقدي. بيع منها كما أظن حوالي 5000 نسخة. كان لدي دائماً شعور بأن الكتاب لن ينجح في فرنسا لأن الكتاب ليس ديكارتي. أنت تعرف جيداً الصراع في فرنسا بين عقلانية ديكارت والتخيّل الساحق المجنون لرابليه، وفي النهاية انتصر الديكارتيين. في الولايات المتحدة بيع الكتاب بشكل جيد، خاصة في الجامعات، رغم أن سعره 8 دولارات.
****
من حوار اجراه معه الصحفي الهولندي يان بروكن 1981
أفكر لسنوات في كتابة الرواية. كتابة كتاب مثل الموت، ممكن أن يحدث في أي لحظة ولا تعرف بالضبط متى يحدث ذلك. لكنه يحدث فجأة. وفي تلك اللحظة يجب أن تكون مستعداً وتمتلك هدوءً كبيراً. هناك تشابه آخر بين الكتابة والموت: وهو أنك تصبح أكثر خوفاً كلما تقدمت في العمر. الكتابة نفسها لا تكلفني جهداً أكثر من قبل لكن المدة التي استغرقها قبل البدء في الكتاب تطول باستمرار وهذا له علاقة بالخوف.
من كتاب “أنا مشهور قبل أن يعرفني أحد”
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
– الحب هو، حزن مكشوف، يلازم احياناً نظرة متعطشة للدماء، ودموع تجف بسرعة. يد المرأة التي تكتب الآن سوف تعيد الى الحياة بنت كانت تعاني من حزنها الأول الكبير . دموعي سوف تتدفق من جديد، لكنها سوف تكون دموع حلوة بسبب مسافة كل تلك السنوات الطويلة، عشرات السنين.
– الادب قبل كل شيء لا يقتصر على الكلاسيكيين لكن ـــ شيء جديد لم يحدثنا اساتذتنا سوى القليل عنه ــ أولاً، أن كل الادب هو شيء حي تم انجازه في الوقت الحاضر. اكتشفنا أن ليس كل الكتّاب هم كتّاب ميتين، بل هم يصبحون حتى بعد وفاتهم بفترة طويلة “كلاسيكيين”.
– عن طريق الكتب كانت هي صديقتي الاولى والتي لا تماثلها أي صديقة أخرى. أخت منجذبة للأدب، وبهذا المعنى الادب في المقام الاول هو عشق الكلمات ـــ نقرأها، نتحدث عنها، ونكتب عنها أخيراً، لتنعشنا بأنوارها.
– عجائزنا، والمتزوجات بين الحين والآخر، لديهن ذوق رفيع: عندما يقيمنّ جمال الشابات، يقلن على سبيل المديح: “لديها سر” وهذا يعني أن الشابة في ملامحها أو بسبب لطفها تمتلك جاذبية “مستترة” سوف تحتفظ بها حتى شيخوختها.
آسيا جبار
لا مكان في بيت أبي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
داوس: في بلدي يعاقب من لا يرسل أولاده الى المدرسة، من يتجاوز السرعة المسموحة وهي 120 كلم في الساعة، من يقطع الأشجار من الحدائق العامة […]
نرجس: كل هذا لا نُعاقب عليه في أفغانستان.
داوس: وهذا أجمل ما في أفغانستان.
من رواية: رجل. بنت. موت لــ ريك لاونسباخ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نظر الأب الى الكاميرا مباشرة وقال:
“نريد أن نطلب منكم أن تحتفظون بكل صلواتكم من أجلنا في أذهانكم. وإذا اعتدتم الصلاة، من أجل أن تصلون لنا. ليس من الضروري أن ترسلوا صلواتكم لنا عبر الإيميل. ببساطة، كل أمنياتكم وأفكاركم الجميلة ترسلونها لنا. ليس عبر الإيميل أو النقر أو أي شيء من هذا القبيل. ببساطة، أبقوها في أذهانكم في الهواء. هذا كل ما نطلبه منكم.”
***
“كل يوم تقوم الشرطة بالقاء القبض على الناس لأنهم: ’سود يجلسون خلف مقود السيارة‘ أو ’ سُمر يجلسون خلف مقود السيارة‘… كل يوم يتم القاء القبض في الشوارع على رجال امريكيين من اصول افريقية، وجوههم مقابل الجدار، يُفتشون، مجردين من حقوقهم وقيمتهم.”
من رواية “الدائرة” لـ ديف إيغرز
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نحن نتفس الهواء طوال الوقت، نستخدم الماء كل يوم، نمشي على الأرض باستمرار، لكن تجربتنا مع النار في خطر تضاؤل تدريجي. الدور الذي تلعبه النار سيطرت عليه ببطء اشكال غير مرئية للطاقة، ونحن فصلنا فكرتنا للضوء عن فكرة اللهب، وتجربتنا الوحيدة فيما يتعلق بالنار هي من الغاز (الذي يلاحظ بصعوبة)، عيدان الثقاب أو ولاعة السجائر ( على الاقل للذين لازالوا يدخنون) ووميض الشموع (للذين لا زالوا يذهبون الى الكنائس) […] طبيعة النار موروثة، تذكرنا بالسمو والرفعة … إنها رمز لاعماق جهنم. إنها الحياة لكنها تخمد أيضاً وهي سريعة الزوال باستمرار. لهذا النار أشياء كثيرة جداً.
***
اقرأ ماذا قال تاسيتُس عن اليهود: […] اليهود “غرباء” لأنهم لا يأكلون الخنزير, يأكلون خبز غير مختمر, يتخذون اليوم السابع عطلة لهم, يختنون أبناءهم (وانتبه) ليس من أجل شرط الطهارة المذكور في كتبهم السماوية, ولكن “ليأكدوا أنهم مختلفين”, لأنهم يدفنون موتاهم, ولا يبجلون قيصرنا.
أمبرتو إيكو من كتاب: Inventing The Enemy
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
Total Recall: My Unbelievably True Life Story
أرنولد شوارزنجر
“أبي كان أكثر تعقيداً من أمي. يمكنه أن يكون شهماً ومحباً، خاصة مع أمي. كانا يحبان بعضهما جداً. تظهر هذه المحبة في أمور منها طريقتها في تقديم القهوة له، الهدايا الصغيرة التي اعتاد تقديمها لها ومن الطريقة التي يحضنان بعضهما […]
لكن مرة واحدة كل اسبوع، غالباً في مساء الجمعة، يعود أبي سكران الى البيت. يظل حتى الساعة الثانية أو الثالثة صباحاً يشرب الى طاولة مخصصة له في بار القرية مع قرويين آخرين، مثل القس، مدير المدرسة والعمدة. نستيقظ في منتصف الليل ونسمع تخبطه وصراخه على أمي. لكن غضبه لا يدوم طويلاً. في اليوم التالي دائماً ما يكون لطيف وناعم، ويأخذنا الى الغداء خارج المنزل أو يأتي لنا بهدايا بسيطة لأصلاح ما فعله في الليلة السابقة. لكن عندما نسيء التصرف أنا وأخي، يعاقبنا، أحياناً بحزام بنطلونه.
لانرى ذلك امراً غريباً. كل أب في القرية يضرب أولاده عندما يجد أنهم يستحقون ذلك، وكل أب يأتي الى منزله سكراناً بانتظام.”
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فكرت، رغم كل براعتي وتضحيتي، اني انتهيت.
فكرت، كيف للشعر أن يدمر كتابتي بهذه الطريقة.
فكرت، كان يمكن أن يكون أفضل لابتلاعه، الآن أنا انتهيت.
فكرت، غرور الكتابة، غرور التدمير.
فكرت، لأني كتبت، تحملت. فكرت لأني دمرت ما كتبت، سوف يجدونني، يضربونني، يغتصبونني، يقتلونني. فكرت، شيئان مرتبطان ببعضهما، الكتابة والتدمير، الاختباء والظهور.
روبرتو بولانو
Amulet
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أقدم الأشياء هو الحاضر, لأن لا وجود لأي شيء آخر سوى الحاضر. لا أحد يعيش في الماضي, ولا أحد يعيش في المستقبل, مطلقاً.
استكشاف السماء
هاري مولش
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[…] مثلما يحدث في مثل هذه المناسبات, اختفي مع كأسي, أجلس في زاوية ما, وأراقب من بعيد. تقدم نحوي رجل وأمرأة, لم أشك ولو للحظة أن الرجل هولندي أو, على أقل تقدير ألماني. قدم لي السيدة, زوجته, وعبر عن أعجابه بكتاباتي بلغة هولندية صحيحة جداً. ثم قدم لي نفسه :”أنا علي رضا من أيران,” قالها بالفارسية, وكأنه قد تحول الى رجل آخر بلحظة, “أعيش في هولندا منذ 25 عاماً,” لم أصدق ما سمعته منه. طريقة مشيته, الطريقة التي يمسك بها الكأس, الطريقة التي قدم بها زوجته, كيف وضع يده خلف ظهرها, وكان ينظر لها ثم ينظر لي وهو يهز رأسه. أناقته, صوته وهو يتكلم الهولندية, نبرة صوته, و, أنفه, كل شيء فيه لا يدل على أنه أيراني. ترى, كيف سيكون شكلي بعد 25 عاماً, كيف سأتصرف؟ هل سأتغير مثل علي رضا؟ هل سيعرفني أهلي وأصدقائي القدامى في أيران. وأبنتي هل سأكون لها أباً آخر. وأنفي هل سيتغير هو أيضاً.
قادر عبد الله ـــ الميرزا (مجموعة مقالات)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من طبيعتي أن يزيد وزني عندما لا أنتبه الى طعامي. زوجتي على العكس من ذلك, تأكل كل ما تحب (هي لا تأكل كثيراً على أي حال, لكنها لا تقاوم الحلويات). لا يزيد وزنها ولا حتى غرام واحد, على الرغم من أنها لا تمارس أي نشاط رياضي. ليس لديها دهون زائدة أيضاً. بهذا المعنى أجد الحياة غير عادلة […] يجب عليّ أن أنتبه لطعامي وأن ألتزم بكمية محددة منه. هذه حياة يُصعب تحملها.
هاروكي موراكامي __ What I Talk About When I Talk About Running
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ريمكو كامبرت – أنا اليوم صندوق كارتوني فارغ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الآن دعنا نأخذ الاعتداء على ــ لِنقُل كنيسة. فظيع تماماً لأول وهلة، بلا شك، ولكن ليس فعال جداً كما قد يفكر عقل عادي. مهما كان ثوري وفوضوي في بدايته، سيكون هناك حمقى يمنحون مثل هذا الاعتداء طابع المظهر الديني. وهذا سوف يقلل من أهمية إثارة القلق التي نريد إعطاءها للاعتداء. محاولة قتل في مطعم أو مسرح سوف تعاني بنفس الطريقة من تلميح عاطفي غير سياسي، سخط رجل جائع، فعلُ ثأر اجتماعي. كل هذا قد أُستهلك، لم يعد مفيداً كدرس موضوعي في الفوضوية الثورية. كل صحيفة لديها عبارات جاهزة لتفسير مثل هذه المظاهر. أنا على وشك أن أقدم لك فلسفة رمي القنبلة من وجهة نظري، من وجهة النظر التي تظاهرت باستخدامها خلال الإحدى عشرة سنة الأخيرة. سوف أحاول أن لا أتحدث فوق مستوى فهمك. حساسية الطبقة التي تهاجمها ضعفت سريعاً. الملكية تبدو بالنسبة لهم شيء غير قابل للتدمير. لا يمكنك الأعتماد على مشاعرهم من الخوف أو الشفقة على حد سواء لفترة طويلة جداً. حتى يكون لتفجير قنبلة تأثير على الرأي العام الآن يجب تجاوز نية الأنتقام أو الأرهاب. يجب أن يكون مدمراً بكل معنى الكلمة. يجب أن يكون هكذا، وهكذا فقط، أبعد من أضعف شبهة لأي شيء آخر. فوضويتك يجب أن تُظهر أنك عازم تماماً على حملة تنظيف للمكون الاجتماعي بأكمله. لكن كيف نُدخل هذه الفكرة السخيفة المروعة في عقول الطبقة المتوسطة حتى لا يكون هناك أي خطأ؟ هذا هو السؤال. بتوجيه ضرباتك الى شيء خارج الرغبات الإنسانية العادية هو الجواب.
جوزيف كونراد – االعميل السري
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هناك صور. هل الأخبار تصبح أسوء مع الصور؟ أعتقد ذلك. الصور تجبرك على رؤيتها, سواء أردت ذلك أم لا […] لا نحب الأخبار السيئة, لكن نحتاجها. يجب أن نعرف, في حال جاء دورنا […] لقد تعاملنا مع الأخبار السيئة, واجهناها, ولم يحدث لنا شيء سيء. ليس لدينا جروح, لم نخسر دم, لم نتمزق. واحذيتنا لا زالت معنا.
مارغريت آتوود ـــ Moral Disorder
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حب عبر الأطلسي ــ رسائل حب سيمون دي بوفوار الى نيلسون آلغرن 1947-1964
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الموت بسبب مرض طويل نستطيع تقبله بهدوء. حتى الموت بسبب حادث نستطيع احالته الى القدر. لكن لو مات شخص بدون سبب واضح, شخص يموت لمجرد إنه إنسان, يُقربنا ذلك من الحدود اللامرئية بين الحياة والموت, ولا نعرف بعد ذلك على أي جانب نقف.
بول أوستر – من كتاب “The Invention of Solitude”
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من لا ينتمي الى مكان محدد، لا يمكنه العودة الى أي مكان. مفاهيم المنفى والعودة تفترض ضمناً مكان النشأة، الوطن. بلا وطن ولا لغةِ أم حقيقية تجولت في جميع أنحاء العالم، حتى وأنا أجلس خلف مكتبي. أدركت في النهاية أن لا وجود لمنفى حقيقي، بل على العكس من ذلك. حتى أنا نفسي منفية من تعريف المنفى.
جومبا لاهيري
من كتاب “بكلمات أخرى” (Met andere woorden)
- الأمنية هي شكل مركز للفكرة.
- عندما نصيغ أمنية ما بوعي، نأمر أنفسنا بتحقيقها، لاستلامها.
- عرفت أن بإمكاننا أن نتعلم درساً مهماً من حقيقة أن الأمنية لن تتحقق على ما يبدو، أو أنها لن تحمل لنا ما نتمناه، أو عندما نكون غير مستعدين لها. لأن الفجوة بين ما نتمناه وما نظن أننا نريده مثل نافذة، فتحة يمكن من خلالها أن نصل إلى أنفسنا بلا وعي، وبهذا نأخذ أنفسنا إلى مستوى أعمق من معرفة الذات.
نويلا ألكساندور
من كتاب: The Wishing Year: An Experiment in Desire
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- يولد الطفل من بيضة ذهبية. عندما تنقسم البيضة إلى شطرين، يصبح النصفان كل شيء: السموات والأرض.
- أقوم بما أستطيع: أطبخ الباستا وأصب عليها الصلصة المعلبة. آكل أكثر من اللازم. إذا لم أفعل هذا ربما سأنجرف بعيداً. وحده طفلي يوقفني على الأرض، رغم أنه خفيف جداً.
أربطه بجسدي بإحكام في شيالة معقدة اشتريناها من قبل. يجد هذا فظيعاً. يتلوى جسده مثل سمكة اللعب.
يريدني أن أحمله كما لو أني أنقذته من حريق.
ميغان هنتر
من رواية: النهاية التي بدأنا منها
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أنا لا أرسم شجرة
أنا أصبحت شجرة
جلدي لحاء
حفيف الاوراق على ذراعيّ اللذين اصبحا غصنين
قدمي الجذور التي تشبثت بقوة بالارض الباردة
من أجل تقوية إعصار المتعة.
تحت شجرتي التي تمنح الاوكسجين،
أصبحت أنا آدم وحواء.
يان فابريه
من كتاب تاريخ الدموع ــ نصوص مسرحية
ــ الآن، بعد نهاية رحلته، يتمنى كل ليلة أن يكشفوا (والديه، جده وجدته) أنفسهم له […] لكن في بعض الليالي كان لا يرى إلا صمت والديه، اتضح صمتهما أكثر، كما لو أن لا فرق بينهما وبين صمتهما، وعندها عرف بأن: صمتهما هو الحكمة خاصتهما. ظل وجههما يقول: حسناً، سوف لن نتغير، ليس لدينا أي فرصة لذلك، هكذا كنا وسوف نظل هكذا الى الأبد. عندما يسمع إرنست صمتهما، يقشعر بدنه ويرجف.
ــ بسرعة كبيرة اكتشف الشيوعيون مهارات إرنست: تمكنه من اللغات، موهبته في صياغة العبارات وقدرته على كتابة سلسلة من البيانات السياسية. الأدب كان حبه الكبير، لكنه قمعه ولم يعبر عنه أبداً. العالم لا يبنيه الأدب، لكن القضاء على الظلم. هذا ما قاله لنفسه. بدلا من الشعر والنثر، كتب الملصقات، الرسائل المفتوحة والكتيبات […] ومثل كل رفاقه قسم العالم الى قسمين: أسود وأبيض.
ــ “لكي تكون كاتباً، موهبة الكتابة الحقيقية ليست الشرط الوحيد. إن لم تكن مرتبطاً بوالديك، جدك وجدتك، وعن طريقهم بأصلك، فأنت مؤلف ولست كاتباً. الأدب الروسي حقيقي وعظيم لأنه مرتبط بعقيدة الأمة الروسية. الكاتب الروسي لا يرفع أنفه عالياً ليصبح أيقونة، بل يسجد ويتوسل: “أيها الرب يسوع، يا رب المؤمنين، نجني أنا أيضاً””
_ تلك الليلة كتب أرنست رسالة الى الناشر. “لن أخفي عليك أني أجد رواياتي ليست جيدة. شكرا لله أنك رفضت نشرها. سوف أندم كثيراً لو أنك نشرتها” كان يريد أن يقرأ الرسالة لـ إيرنا، لكن أخيراً قرر أن لا يزعجها. وضع الرسالة في المظروف وشعر عندها براحة كبيرة.
_ الثقافة المحلية لم ترق له على ما يبدو. اللاجئون لا يحملون قيما جمالية وغير متحررين. اللاجئون يظلون لاجئين، حتى لو عملوا بالاراضي والمصانع وأصبحو أساتذة جامعيين. باختصار: يوجد هنا ثقافة النازحين، الفقر كان ورقتها الرابحة. والسياسة متخفية مثل الأدب والدراما.
من رواية “حب مفاجئ” للروائي أهارون أبيلفيلد
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*اخبرت اختي أنها كثيرا ما تحلم بهذا الكابوس الذي يتكرر دائماً:
“أني مطاردة، أمشي وأمشي واصطدم بجدار. كان عليّ أن اقفز فوق هذا الجدار، لكني لا أعرف ما خلفه، أنا خائفة” قالت لأختي أيضاً: “مطاردة الموت نفسه لا تخيفني، أنا خائفة من هذه القفزة”.
سيمون دو بوفوار ــ موت ناعم
*الكتاب عن موت والدة سيمون
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أنا أعاني, لأني أشعر بالنقص, شعور مستمر بالنقص, مثل يتيم لايعرف بالضبط مالذي فقده أو ربحه من خسارته غير المقصودة. هكذا وجدت الأمر مثيراً للأشمئزاز والدهشة في نفس الوقت, عندما ودعت بكل سذاجة أناسا لا أعرفهم حق المعرفة, ومن ثم قطعت على نفسي وعودا مستحيلة للقاءات جديدة معهم. مصر لن تأخذ مكان ليبيا. في هذا المكان وجدت فجوة, فراغ أبحث عنه مثل شخص خائف في الظلام يبحث عن عود ثقاب.
هشام مطر
من رواية “In The Country Of Men”
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- أنا اقرأ. هذا نوع من المرض. أقرأ كل شيء يقع في يدي، كل ما تقع عليه عيناي. الصحف، كتب المدرسة، الملصقات، قصاصات الورق التي أعثر عليها في الشارع، وصفات الطبخ، كتب الأطفال. كل ما تمت طباعته.
أنا في الرابعة. والحرب قد بدأت للتو. - أبكي لفراق أخواي، فراق والداي، بيتنا الذي يسكنه الغرباء الآن. وقبل كل شيء، أبكي لضياع حريتي.
- من هنا بدأ صراعي لإتقان اللغة، صراع طويل ومتواصل سوف يستمر طوال حياتي. أتحدث الفرنسية منذ ثلاثين عاماً، أكتب باللغة الفرنسية منذ عشرين عاماً، لكني لا أعرفها حتى الان. لا أتحدث اللغة دون أخطاء ولا أستطيع الكتابة إلا بمساعدة القاموس الذي أعود اليه مرة بعد أخرى.
- كيف كانت ستبدو حياتي لو أني لم أترك بلدي؟ أصعب، أفقر، كما أظن، لكن أقل وحدة، أقل تمزقاً، ربما سعيدة.
ما أنا على يقين منه هو أني سوف أكتب، مهما حصل، وبأي لغة كانت. - في اليوم الذي ارسلت فيه المسودة كاملة بالبريد، قلت لابنتي الكبرى:
“لقد انتهيت من روايتي”
قالت: “أوه؟ وهل تظنين أن أحد ما سوف ينشرها؟”
قلت: “نعم بالتأكيد”.
لم أشك للحظة في ذلك. أنا مقتنعة تماماً، أنا متأكدة من أن روايتي رواية جيدة، وسوف يتم نشرها دون مشاكل. - جدي يخرج الصحيفة من الجيب الكبير لمعطفه ويقول للجيران:
“انظروا! اسمعوا!”
ويقول لي: اقرأي!”
واقرأ. بسلاسة، دون اخطاء، وبالسرعة المطلوبة.
ماعدا فخر جدي لم أحصل من مرض القراءة إلا على اللوم والاستهزاء.
“لاتفعل أي شيء. هي دائماً تقرأ”
“لا يمكنها أن تفعل أي شيء”
“لا يوجد أحد أكثر خمولاً منها”
“هذا هو الكسل”
وقبل كل شيء: “هي تقرأ بدلاً من أن …”
بدل ماذا؟
“هناك العديد من الاعمال الاكثر نفعاً، اليس كذلك؟”
حتى الآن، صباحاً، عندما يفرغ المنزل والجيران يذهبون الى عملهم، اشعر بتأنيب الضمير عندما اجلس لساعات الى طاولة المطبخ لقراءة الصحف بدلاً من .. التنظيف أو غسل صحون الليلة السابقة ، أو التسوق، أو غسل وكوي الملابس، عمل المربى أو صنع الكعك…
وقبل كل شيء، قبل كل شيء … بدلاً من الكتابة. - لم اختر هذه اللغة. فُرضت عليّ عن طريق القدر، الصدفة والظروف. أُجبرت على تحقيق هذه الغاية، الكتابة باللغة الفرنسية. هذا هو التحدي.
تحدي الأميّ.
أغوتا كريستوف ــ الأمية
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
– الكاتب مرتبط بالمجتمع كله. إن لم يكن كذلك يظل مُقصراً، مثل السياسي الذي يزيح جزءاً من الحقيقة جانباً.
– من اجابة طويلة لــ #ماركيز على: هل تجد أنك تعمل بشكل مختلف الآن مع تقدمك في السن؟
[…] هناك فرق كبير آخر في الذاكرة. في السابق كنت لا أدون كل الأفكار الصالحة للكتابة. عندما أنساها، أكون مؤمنا من أنها ليست مهمة، وأن الافكار المهمة حقا احفظها. الآن أنا أكتب كل شيء. أخاف جدا من معرفتي أني فكرت بشيء لكني نسيته، شيء أود قوله، شيء قرأته، أو فكرة حاصرتني فجأة.
– يمكنني أن أناقش فقط من منطلق الحقيقة. لهذا يجلس الاوربيون إلى جانب بعضهم البعض ويطلقون الاحكام على بقية العالم. انهم لم يجروا بحثا مستقلا وخاصا. يتركون أنفسهم بكل سهولة لتأثير الاعلام ولاولئك الذين يتلاعبون باراء الجماهير. من من الاوربيين كلف نفسه جهد الذهاب الى شمال الفيتنام ليكتشف ما حدث هناك؟ لا زالوا يقسمون على أن كوبا مجرد قمر اصطناعي سوفييتي، بينما أظهر الكوبيون مبادرتهم الخاصة في أفريقيا وأمريكا اللاتينية وكوبا جَرّت “فعلياً” روسيا إلى جانبها. وعلاوة على ذلك، النخبة الاوروبية المثقفة يتجنبون السياسة. يتركون أمرها للسياسي. عصر سارتر وكامو قد انتهى.
– الكتّاب الفرنسيون يكتبون كل سنة النوع ذاته من الكتب لجائزة الغونكور ذاتها.
– تعلمت الكثير من جيمس جويس وإرسكين كالدويل وبالطبع من همنغواي. لكن الحيل التي تحتاجها لتحويل شيء خيالي ولا يصدق إلى شيء معقول وقابل للتصديق تعلمتها من الصحافة.
* من كتاب عالم ماركيز – مجموعة حوارات
*******
عن ترجمة كتاب “مائة عام من العزلة” قال ماركيز في حوار اجراه معه إرنستو غونزاليز بيرميجو – 1971 ، برشلونة.
الترجمة الإنكليزية جميلة جدا، اللغة متماسكة وقوية. النسخة الايطالية أصبحت جيدة أيضاً، عملنا بجد مع المترجم، وشرحنا له بعض الأمور. النسخة الفرنسية جيدة أيضاً، لكني لا استطيع أن أشعر كيف تبدو الرواية بالفرنسية. والطبعة الفرنسية لم تبيع بشكل جيد جداً، رغم فوز الرواية بجائزة أفضل كتاب أجنبي 1969 وأفضل مقال نقدي. بيع منها كما أظن حوالي 5000 نسخة. كان لدي دائماً شعور بأن الكتاب لن ينجح في فرنسا لأن الكتاب ليس ديكارتي. أنت تعرف جيداً الصراع في فرنسا بين عقلانية ديكارت والتخيّل الساحق المجنون لرابليه، وفي النهاية انتصر الديكارتيين. في الولايات المتحدة بيع الكتاب بشكل جيد، خاصة في الجامعات، رغم أن سعره 8 دولارات.
****
من حوار اجراه معه الصحفي الهولندي يان بروكن 1981
أفكر لسنوات في كتابة الرواية. كتابة كتاب مثل الموت، ممكن أن يحدث في أي لحظة ولا تعرف بالضبط متى يحدث ذلك. لكنه يحدث فجأة. وفي تلك اللحظة يجب أن تكون مستعداً وتمتلك هدوءً كبيراً. هناك تشابه آخر بين الكتابة والموت: وهو أنك تصبح أكثر خوفاً كلما تقدمت في العمر. الكتابة نفسها لا تكلفني جهداً أكثر من قبل لكن المدة التي استغرقها قبل البدء في الكتاب تطول باستمرار وهذا له علاقة بالخوف.
من كتاب “أنا مشهور قبل أن يعرفني أحد”
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
– الحب هو، حزن مكشوف، يلازم احياناً نظرة متعطشة للدماء، ودموع تجف بسرعة. يد المرأة التي تكتب الآن سوف تعيد الى الحياة بنت كانت تعاني من حزنها الأول الكبير . دموعي سوف تتدفق من جديد، لكنها سوف تكون دموع حلوة بسبب مسافة كل تلك السنوات الطويلة، عشرات السنين.
– الادب قبل كل شيء لا يقتصر على الكلاسيكيين لكن ـــ شيء جديد لم يحدثنا اساتذتنا سوى القليل عنه ــ أولاً، أن كل الادب هو شيء حي تم انجازه في الوقت الحاضر. اكتشفنا أن ليس كل الكتّاب هم كتّاب ميتين، بل هم يصبحون حتى بعد وفاتهم بفترة طويلة “كلاسيكيين”.
– عن طريق الكتب كانت هي صديقتي الاولى والتي لا تماثلها أي صديقة أخرى. أخت منجذبة للأدب، وبهذا المعنى الادب في المقام الاول هو عشق الكلمات ـــ نقرأها، نتحدث عنها، ونكتب عنها أخيراً، لتنعشنا بأنوارها.
– عجائزنا، والمتزوجات بين الحين والآخر، لديهن ذوق رفيع: عندما يقيمنّ جمال الشابات، يقلن على سبيل المديح: “لديها سر” وهذا يعني أن الشابة في ملامحها أو بسبب لطفها تمتلك جاذبية “مستترة” سوف تحتفظ بها حتى شيخوختها.
آسيا جبار
لا مكان في بيت أبي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
داوس: في بلدي يعاقب من لا يرسل أولاده الى المدرسة، من يتجاوز السرعة المسموحة وهي 120 كلم في الساعة، من يقطع الأشجار من الحدائق العامة […]
نرجس: كل هذا لا نُعاقب عليه في أفغانستان.
داوس: وهذا أجمل ما في أفغانستان.
من رواية: رجل. بنت. موت لــ ريك لاونسباخ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نظر الأب الى الكاميرا مباشرة وقال:
“نريد أن نطلب منكم أن تحتفظون بكل صلواتكم من أجلنا في أذهانكم. وإذا اعتدتم الصلاة، من أجل أن تصلون لنا. ليس من الضروري أن ترسلوا صلواتكم لنا عبر الإيميل. ببساطة، كل أمنياتكم وأفكاركم الجميلة ترسلونها لنا. ليس عبر الإيميل أو النقر أو أي شيء من هذا القبيل. ببساطة، أبقوها في أذهانكم في الهواء. هذا كل ما نطلبه منكم.”
***
“كل يوم تقوم الشرطة بالقاء القبض على الناس لأنهم: ’سود يجلسون خلف مقود السيارة‘ أو ’ سُمر يجلسون خلف مقود السيارة‘… كل يوم يتم القاء القبض في الشوارع على رجال امريكيين من اصول افريقية، وجوههم مقابل الجدار، يُفتشون، مجردين من حقوقهم وقيمتهم.”
من رواية “الدائرة” لـ ديف إيغرز
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نحن نتفس الهواء طوال الوقت، نستخدم الماء كل يوم، نمشي على الأرض باستمرار، لكن تجربتنا مع النار في خطر تضاؤل تدريجي. الدور الذي تلعبه النار سيطرت عليه ببطء اشكال غير مرئية للطاقة، ونحن فصلنا فكرتنا للضوء عن فكرة اللهب، وتجربتنا الوحيدة فيما يتعلق بالنار هي من الغاز (الذي يلاحظ بصعوبة)، عيدان الثقاب أو ولاعة السجائر ( على الاقل للذين لازالوا يدخنون) ووميض الشموع (للذين لا زالوا يذهبون الى الكنائس) […] طبيعة النار موروثة، تذكرنا بالسمو والرفعة … إنها رمز لاعماق جهنم. إنها الحياة لكنها تخمد أيضاً وهي سريعة الزوال باستمرار. لهذا النار أشياء كثيرة جداً.
***
اقرأ ماذا قال تاسيتُس عن اليهود: […] اليهود “غرباء” لأنهم لا يأكلون الخنزير, يأكلون خبز غير مختمر, يتخذون اليوم السابع عطلة لهم, يختنون أبناءهم (وانتبه) ليس من أجل شرط الطهارة المذكور في كتبهم السماوية, ولكن “ليأكدوا أنهم مختلفين”, لأنهم يدفنون موتاهم, ولا يبجلون قيصرنا.
أمبرتو إيكو من كتاب: Inventing The Enemy
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
Total Recall: My Unbelievably True Life Story
أرنولد شوارزنجر
“أبي كان أكثر تعقيداً من أمي. يمكنه أن يكون شهماً ومحباً، خاصة مع أمي. كانا يحبان بعضهما جداً. تظهر هذه المحبة في أمور منها طريقتها في تقديم القهوة له، الهدايا الصغيرة التي اعتاد تقديمها لها ومن الطريقة التي يحضنان بعضهما […]
لكن مرة واحدة كل اسبوع، غالباً في مساء الجمعة، يعود أبي سكران الى البيت. يظل حتى الساعة الثانية أو الثالثة صباحاً يشرب الى طاولة مخصصة له في بار القرية مع قرويين آخرين، مثل القس، مدير المدرسة والعمدة. نستيقظ في منتصف الليل ونسمع تخبطه وصراخه على أمي. لكن غضبه لا يدوم طويلاً. في اليوم التالي دائماً ما يكون لطيف وناعم، ويأخذنا الى الغداء خارج المنزل أو يأتي لنا بهدايا بسيطة لأصلاح ما فعله في الليلة السابقة. لكن عندما نسيء التصرف أنا وأخي، يعاقبنا، أحياناً بحزام بنطلونه.
لانرى ذلك امراً غريباً. كل أب في القرية يضرب أولاده عندما يجد أنهم يستحقون ذلك، وكل أب يأتي الى منزله سكراناً بانتظام.”
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فكرت، رغم كل براعتي وتضحيتي، اني انتهيت.
فكرت، كيف للشعر أن يدمر كتابتي بهذه الطريقة.
فكرت، كان يمكن أن يكون أفضل لابتلاعه، الآن أنا انتهيت.
فكرت، غرور الكتابة، غرور التدمير.
فكرت، لأني كتبت، تحملت. فكرت لأني دمرت ما كتبت، سوف يجدونني، يضربونني، يغتصبونني، يقتلونني. فكرت، شيئان مرتبطان ببعضهما، الكتابة والتدمير، الاختباء والظهور.
روبرتو بولانو
Amulet
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أقدم الأشياء هو الحاضر, لأن لا وجود لأي شيء آخر سوى الحاضر. لا أحد يعيش في الماضي, ولا أحد يعيش في المستقبل, مطلقاً.
استكشاف السماء
هاري مولش
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[…] مثلما يحدث في مثل هذه المناسبات, اختفي مع كأسي, أجلس في زاوية ما, وأراقب من بعيد. تقدم نحوي رجل وأمرأة, لم أشك ولو للحظة أن الرجل هولندي أو, على أقل تقدير ألماني. قدم لي السيدة, زوجته, وعبر عن أعجابه بكتاباتي بلغة هولندية صحيحة جداً. ثم قدم لي نفسه :”أنا علي رضا من أيران,” قالها بالفارسية, وكأنه قد تحول الى رجل آخر بلحظة, “أعيش في هولندا منذ 25 عاماً,” لم أصدق ما سمعته منه. طريقة مشيته, الطريقة التي يمسك بها الكأس, الطريقة التي قدم بها زوجته, كيف وضع يده خلف ظهرها, وكان ينظر لها ثم ينظر لي وهو يهز رأسه. أناقته, صوته وهو يتكلم الهولندية, نبرة صوته, و, أنفه, كل شيء فيه لا يدل على أنه أيراني. ترى, كيف سيكون شكلي بعد 25 عاماً, كيف سأتصرف؟ هل سأتغير مثل علي رضا؟ هل سيعرفني أهلي وأصدقائي القدامى في أيران. وأبنتي هل سأكون لها أباً آخر. وأنفي هل سيتغير هو أيضاً.
قادر عبد الله ـــ الميرزا (مجموعة مقالات)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من طبيعتي أن يزيد وزني عندما لا أنتبه الى طعامي. زوجتي على العكس من ذلك, تأكل كل ما تحب (هي لا تأكل كثيراً على أي حال, لكنها لا تقاوم الحلويات). لا يزيد وزنها ولا حتى غرام واحد, على الرغم من أنها لا تمارس أي نشاط رياضي. ليس لديها دهون زائدة أيضاً. بهذا المعنى أجد الحياة غير عادلة […] يجب عليّ أن أنتبه لطعامي وأن ألتزم بكمية محددة منه. هذه حياة يُصعب تحملها.
هاروكي موراكامي __ What I Talk About When I Talk About Running
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- لو خذلتني الكتابة، وهربت الفكرة. اضطر عندها الى القراءة لكتّاب آخرين، التقطت كتاب لعزرا باوند وبدأت القراءة. لن أكتب اليوم. ضاعت الفكرة.
- لكي تبدأ بالكتابة يبدو أن ورقة وقلم كافيان لذلك. وتحتاج معهما أيضاً الى روح قلقة.
- أفكر في فيليب روث، هو أصغر مني ببضع سنوات. صرح منذ وقت قريب بأنه سيتوقف عن الكتابة بشكل نهائي. حتى أنه قلل ظهوره العلني. تدريجياً أصبح الظهور العلني بالنسبة لي مرهقاً جداً. لكن أن لا أكتب بعد الآن، لا أستطيع أن أصل الى هذا الحد. سوف أشعر بالذنب تجاه نفسي وتجاه ما أحب وما يجعلني مشغول بشكل دائم. يجب على المرء أن يقوم بعمل ما. لماذا في الواقع، ولماذا ما يجب القيام به بالنسبة لي هو الكتابة؟ هل لأوقظ الأحلام في داخلي؟ ليس في داخلي فقط بل في رأس القارئ أيضاً؟
[…]
لماذا أكتب؟ اسأل نفسي: الجواب الوحيد الذي يمكنني به الإجابة على هذا السؤال هو: لهذا أنا أكتب.
ريمكو كامبرت – أنا اليوم صندوق كارتوني فارغ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الآن دعنا نأخذ الاعتداء على ــ لِنقُل كنيسة. فظيع تماماً لأول وهلة، بلا شك، ولكن ليس فعال جداً كما قد يفكر عقل عادي. مهما كان ثوري وفوضوي في بدايته، سيكون هناك حمقى يمنحون مثل هذا الاعتداء طابع المظهر الديني. وهذا سوف يقلل من أهمية إثارة القلق التي نريد إعطاءها للاعتداء. محاولة قتل في مطعم أو مسرح سوف تعاني بنفس الطريقة من تلميح عاطفي غير سياسي، سخط رجل جائع، فعلُ ثأر اجتماعي. كل هذا قد أُستهلك، لم يعد مفيداً كدرس موضوعي في الفوضوية الثورية. كل صحيفة لديها عبارات جاهزة لتفسير مثل هذه المظاهر. أنا على وشك أن أقدم لك فلسفة رمي القنبلة من وجهة نظري، من وجهة النظر التي تظاهرت باستخدامها خلال الإحدى عشرة سنة الأخيرة. سوف أحاول أن لا أتحدث فوق مستوى فهمك. حساسية الطبقة التي تهاجمها ضعفت سريعاً. الملكية تبدو بالنسبة لهم شيء غير قابل للتدمير. لا يمكنك الأعتماد على مشاعرهم من الخوف أو الشفقة على حد سواء لفترة طويلة جداً. حتى يكون لتفجير قنبلة تأثير على الرأي العام الآن يجب تجاوز نية الأنتقام أو الأرهاب. يجب أن يكون مدمراً بكل معنى الكلمة. يجب أن يكون هكذا، وهكذا فقط، أبعد من أضعف شبهة لأي شيء آخر. فوضويتك يجب أن تُظهر أنك عازم تماماً على حملة تنظيف للمكون الاجتماعي بأكمله. لكن كيف نُدخل هذه الفكرة السخيفة المروعة في عقول الطبقة المتوسطة حتى لا يكون هناك أي خطأ؟ هذا هو السؤال. بتوجيه ضرباتك الى شيء خارج الرغبات الإنسانية العادية هو الجواب.
جوزيف كونراد – االعميل السري
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هناك صور. هل الأخبار تصبح أسوء مع الصور؟ أعتقد ذلك. الصور تجبرك على رؤيتها, سواء أردت ذلك أم لا […] لا نحب الأخبار السيئة, لكن نحتاجها. يجب أن نعرف, في حال جاء دورنا […] لقد تعاملنا مع الأخبار السيئة, واجهناها, ولم يحدث لنا شيء سيء. ليس لدينا جروح, لم نخسر دم, لم نتمزق. واحذيتنا لا زالت معنا.
مارغريت آتوود ـــ Moral Disorder
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- نيلسون، أنا وأنت لدينا الكثير لنتقاسمه، لكننا لم نحصل على فرصة حقيقية لذلك، يجب أن نكون زوج وزوجة لفترة من الوقت. يكاد يغمى عليّ من شدة الفرحة عندما أفكر بالأمر. سوف أكون لطيفة، محبة، سوف ترى بنفسك، لطيفة جداً، لا تخف، أيها الذئب الوحيد.
- لازلت أكتب في كتابي عن أمريكا […] سوف لن أكتب عنك وعني بالطبع، لكن كل شيء عرفته عن شيكاغو كان منك. نعم، يجب أن أجد طريقة لقول الحقيقة دون أن أقولها بالفعل. وما هو الأدب في النهاية إلا هذا؟ أكاذيب ماكرة تُخبرنا الحقيقة في الخفاء.
حب عبر الأطلسي ــ رسائل حب سيمون دي بوفوار الى نيلسون آلغرن 1947-1964
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الموت بسبب مرض طويل نستطيع تقبله بهدوء. حتى الموت بسبب حادث نستطيع احالته الى القدر. لكن لو مات شخص بدون سبب واضح, شخص يموت لمجرد إنه إنسان, يُقربنا ذلك من الحدود اللامرئية بين الحياة والموت, ولا نعرف بعد ذلك على أي جانب نقف.
بول أوستر – من كتاب “The Invention of Solitude”
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من لا ينتمي الى مكان محدد، لا يمكنه العودة الى أي مكان. مفاهيم المنفى والعودة تفترض ضمناً مكان النشأة، الوطن. بلا وطن ولا لغةِ أم حقيقية تجولت في جميع أنحاء العالم، حتى وأنا أجلس خلف مكتبي. أدركت في النهاية أن لا وجود لمنفى حقيقي، بل على العكس من ذلك. حتى أنا نفسي منفية من تعريف المنفى.
جومبا لاهيري
من كتاب “بكلمات أخرى” (Met andere woorden)